سلوك المستهلك الليبي في ظل الأزمات الاقتصادية

Abstract

الملخص:

 تهدف هذه الدراسة إلى استكشاف الآثار المترتبة على الأزمات الاقتصادية في ليبيا وما ينجم عنها من تحولات في نمط سلوك المستهلك، خاصة فيما يتعلق بقرارات الشراء لأنواع المنتجات المختلفة (السلع الأساسية، غير الأساسية، الكمالية، والإلكترونية). ولتحقيق هذا الهدف، تم اعتماد المنهج الوصفي التحليلي باعتباره الأنسب لفهم طبيعة الظاهرة قيد الدراسة وتوصيفها بدقة.

جرى جمع البيانات من خلال استطلاع آراء عينة من المستهلكين الليبيين باستخدام استبانة أُعدّت خصيصاً لهذا الغرض، ثم تحليل البيانات باستخدام مجموعة من الاختبارات الإحصائية المناسبة عبر حزمة البرامج الإحصائية (SPSS V.22).وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج أهمها: أن الأزمة الاقتصادية الراهنة أثرت تأثيراً بالغاً في الدخل الشخصي للمستهلكين، إذ أدى ارتفاع معدلات التضخم إلى صعوبات متزايدة في تأمين السلع الأساسية. كما ساهم تدهور سعر صرف الدينار الليبي في تقليص قدرتي الشرائية بشكل ملحوظ، أدت مشاكل انعدام السيولة النقدية إلى تقييد استهلاك المستهلكين، واضطرارهم إلى اعتماد سياسة تقنين صارمة في الإنفاق، بهدف التكيف مع الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المجتمع، وقد أوصت الدراسة بضرورة معالجة أزمة انعدام السيولة عبر تطوير آليات أكثر كفاءة لتوزيع النقد، وتشجيع استخدام وسائل الدفع الإلكتروني الآمنة، بما يقلّل الاعتماد الكلي على النقد الورقي ويُسهّل المعاملات اليومية للمواطنين، أيضاً على المستهلك تعزيز ثقافة التخطيط المالي الفردي وترشيد الاستهلاك، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية، من خلال دعم برامج التثقيف المالي المجتمعي، وتشجيع استخدام أدوات إدارة الميزانية الشخصية.