الإعلام الديني ودوره في مواجهة أزمة التطرف (التطلعات والتحديات)
Keywords:
إعلام ديني ، تطرف ديني ، خطاب كراهية ، تكفيرAbstract
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد؛ فكما أن الإسلام دين تعبد للخالق سبحانه وتعالى فهو أيضاً منهج حياة، تكمُن فيه الحلول لمشاكل البشر، لإيجاد بيئة إسلامية متطورة تواكب تطور العصر على جميع الأصعدة يكون المسلم فيها نموذجاً يُحتذى؛ ولأن أزمة التطرف الديني المعاصر ما هى إلا أزمة فكرية تمس الهُوية الدينية للمجتمع المسلم وتهدد حياة المجتمعات الإنسانية، كانت هذه هى الفكرة التي ولدت منها أهمية الموضوع ولكون وسيلة الإعلام هى الأسهل للتواصل كان تسليط الضوء بالبحث من خلالها؛ عبر الإعلام الديني الذي تنبثق أهدافه من مبادئ رسالة الإسلام التي جاءت لتقويم الفكر، وتهذيب السلوك الإنساني ؛فكانت أهداف البحث هى: تعزيز دور الإعلام الديني في معالجة قضايا المجتمع، وضرورة تجديد آلية الخطاب الديني عبر وسائل الإعلام المختلفة، وكذلك بيان علاقة التكامل بين رسالة الإعلام والتنشئة الأسرية والمراحل التعليمية الأولى، بالإضافة إلى توضيح حقيقية التطرف الديني لوضع آليه لاحتوائه والتصدي له؛ فمشكلة هذا البحث تكمُن في الدور الذي يلعبه الإعلام الديني في معالجة أزمة التطرف وتتمثل في تساؤلين هُما : ما تطلعات الإعلام الديني لاستيعاب أزمة التطرف في الدين؟ وما التحدي العائق في سبيل تحقيق ذلك؟ وعليه كان للبحث حدوداً مكانية تمثلت في مواجهة أزمة التطرف عبر الإعلام الديني في المجتمعات الإسلامية عامة والمجتمع الليبي خاصة، وزمانية اقتصرت على فترة ما بعد ثورات الربيع العربي. وبذلك كان العمل وفق المنهج الوصفي، وجاء البحث بعنوان:
الإعلام الديني ودوره في مواجهة أزمة التطرف - التطلعات والتحديات -
وحوى صُلب البحث بعد المُقدمة تمهيداً تناول مفهوم الإعلام الديني وأهدافه بالإضافة إلى مفهوم التطرف الديني المعاصر وأبرز خصائصه، ومن ثم محاور البحث التي تناولت الدور المتمثل في التطلعات كمحور أول - تطرق إلى تجديد أسلوب الموعظة الحسنة بالتساؤل والمناقشة بما يتناسب مع ذات المخاطب وفكره إضافة إلى أهمية نشر ثقافة تقبل الآخر وبيان من هو، وخلق بيئة صالحة للتعايش معه من خلال حوار هادف ومثمر، وجاء بعده المحور الثاني - الذي ركزَّ على التحديات المتمثلة في ترويج خطاب الكراهية في وسائل الإعلام المختلفة بالإضافة إلى انتشار آفة التكفير ومن ذلك خلص البحث إلى الخاتمة التي حوت نتائج وتوصيات أهمها أنَّ تجديد الخطاب الديني المتمثل في الموعظة الحسنة صار ضرورة ملحة يتطلبها الواقع المعاصر؛ وذلك من الحكمة التي أمر الله بها في قوله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ بالإضافة إلى أن التربية الأسرية الخاطئة، والمخالطة الاجتماعية الفاسدة بما فيها من أمرض سلوكية؛ تنتج عنها روح الكراهية في المجتمع ويشكل ذلك تحدياً أمام رسالة الإعلام الديني إذا ما تحولت هذه الكراهية إلى خطاب يُبث عبر وسائل الإعلام المختلفة، ويلحق بذلك كله آفة إطلاق الحُكم بالكفر من كل من هب ودب هو سمة من سمات التطرف في الدين ناتجة عن ضيق روية البصيرة، وإهمال إعمال العقل في التعامل مع نصوص الشريعة الإسلامية؛ الأمر الذي يتطلب بوصايا أهمها إخضاع المادة الدينية التي يراد بثها عبر وسائل الإعلام إلى توجيه دقيق من المرجعية الدينية في الدولة وذلك لضمان سلامة الخطاب من آفات التطرف والتكفير التي صارت أزمة فكرية نال الساحة الدعوية اليوم شيء من شططها .
Downloads
Downloads
Published
Issue
Section
License

This work is licensed under a Creative Commons Attribution-NonCommercial-ShareAlike 4.0 International License.