جودة التشطيب وأثره على التصميم الداخلي للمباني جمالياً ووظيفياً

الملخص

الملخص:

تهدف هذه الدراسة الى مقارنة الإشكالية الفردية والأخلاق في الفلسفة الوجودية عند جان بول سارتر ومقارنتها بالتصور النقدي الذي قدمه ميشيل فوكو في مشروعه الفلسفي .

فالوجود الإنساني عند سارتر يقوم على الحرية بوصفها خاصية أصلية لا يمكن تجاوزها ‘ أذ لا يمتلك الانسان جوهرا مسبقا ، وانما يصنع ذاته عبر ، اختياراته المتجددة ، ومن هنا تتجدد الفردية عنده باعتبارها وعيا بالحرية والمسؤولية ، بحيث يصبح كل فعل يقوم به الفرد اختيار يتجاوز ذاته ، لأنه يرسم من خلاله صورة  للإنسانية جمعاء ، فالأخلاق في المنظور السار تري ليست أوامر مفروضة أو شرائع متعالية ، بل هي التزام ينبع من  داخل الذات الحرة ويتجلى في المسؤولية تجاه الاخرين والقدرة على  صياغة معني مشترك للوجود الإنساني .

أما فوكو ينطلق من مقاربة مختلفة ، اذ يعتبر أن الفرد لا يشكل حصرا من خلال وعيه الحر كما عند سارتر بل عبر شبكات معقدة من السلطة والمعرفة التي تحدد أنماط التفكير والسلوك ، ومن ثم فان الأخلاق عنده تتخذ طابعا مغايرا ، فهي لا تقوم على التزام كوني أو مسؤولية جماعية ، وانما على ما يسميه بتقنيات الذات ، أي الممارسات التي ينخرط من خلالها الفرد في تشكيل ذاته وصياغة أسلوب حياته في مواجهة اليات السلطة والانضباط الاجتماعي.

فالمقارنة بين سارتر وفوكو تكشف عن تباين جوهري قي الأسس التي تبنى عليها الفردية والأخلاق ، الحرية والمسؤولية عند سارتر ، مقابل السلطة والمعرفة عند فوكو ، غير أن كليهما يلتقي في تأكيد دور الفرد باعتباره فاعلا محوريا في صياغة ذاته وفي انتاج المعني الأخلاقي وان اختلفت منطلقاتهما النظرية ومجالات اشغالهما .