جماليَات الموروث الحرفي في "الخزف" من خلال تجربة حرفيَات سجنان

الملخص

سنحاول في هذه المداخلة المنزلة ضمن إشكاليَة التراث اللامادي في إبداعات المرأة العربية أن نعالج العلاقة الجدلية بين حرفيَة سجنان –الملاَسة-وإبداعاتها الخزفيَة، وإيجاد نوع من الترابط بين التراث والفنون المعاصرة وذلك للمحافظة على الموروث التقليدي والتمكَن من اكتساب هويَة خاصَة به ضمن إطاره التاريخي والجغرافي.

فقد بيَنت الحرفيَة -الملاَسة-في سجنان من خلال إبداعاتها الخزفيَة المتميَزة بأشكالها ونقوشها الخاصَة التي تنبع من التقاليد المتوارثة على أسس عميقة الجذور في الأشكال والزخرفة، وهو ما من شأنه أن يرفع الهوَة بين العمل الفنَي بشكله المعاصر والعمل الحرفي عبر إيجاد حلقات ربط بين كلا النشاطين.

ونظرا لأهميَة هذه التجربة وفرادتها في مستوى تمشَيها وغزارتها في مستوى الإنتاج وامتدادها الزمني والنوعي، رأينا أن نقدَم البعض من جوانبها ضمن هذه المداخلة، وذلك لنقدَم عيَنة حيَة من التجارب التونسيَة التي تمكَنت من ربط علاقة متينة بين الموروث التقليدي والإبداع في سياق التوجَهات التشكيليَة المعاصرة.

تعدَ تجربة الملاَسة في سجنان "نموذجيَة" في حقل الحرف فهي تمثَل حيَزا خاصا في مجال الإبداع في تونس، وهو ما سيجعلنا نبحث عن كيفيَة معالجة إشكاليَات التراث والحداثة والتي ما تزال إلى يومنا هذا أحد أهم القضايا الراهنة خاصَة في كيفيَة توظيف هذه الخزفيَات أو الموروثات التقليديَة في التصاميم العصريَة.

  سوف تنقسم المداخلة لقسمين:

- في القسم الأول نحاول معالجة الجانب الفنَي والإبداعي ودوره في بناء المعنى على المستويين الجمالي والوظيفي، والبحث عن أساليب وطرق تربط خزف سجنان بأصالته وتراثه.

- في القسم الثاني ندعو المستمع إلى التفكير في كيفية توظيف الموروث التقليدي في التصاميم المعاصرة مع البحث في صيغ التجديد والابتكار، أي البحث في كيفيَة معالجة إشكاليَات التراث والحداثة.