البنية التحتية للمكتبات الجامعية الليبية وأهميتها في التحول الرقمي مكتبات جامعة فزان دراسة وصفية تحليلية

Abstract

   تتناول هذه الدراسة واقع البنية التحتية للمكتبات الجامعية الليبية، مع التركيز على مكتبات جامعة فزان بوصفها نموذجًا يعكس التحديات التي تواجه مؤسسات التعليم العالي في التحول نحو البيئة الرقمية. فقد أظهرت الدراسات السابقة وجود قصور واضح في مكونات البنية التحتية، بما في ذلك تجهيزات تكنولوجيا المعلومات، وشبكات الاتصال، والموارد البشرية المتخصصة، والتمويل المخصص لتطوير المكتبات.

تهدف الدراسة إلى تحليل واقع البنية التحتية الراهنة في مكتبات جامعة فزان، وتحديد المتطلبات الأساسية للتحول الرقمي، والتعرف على أبرز المعوقات والتحديات التي تحول دون تحقيق ذلك التحول.

اعتمدت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي لملاءمته طبيعة الموضوع، واستخدمت الاستبانة، والمقابلات الشخصية، والملاحظة المباشرة كأدوات رئيسية لجمع البيانات من العاملين بالمكتبات.

وأظهرت النتائج أن مكتبات جامعة فزان تعاني من بنية تحتية مادية وتقنية تقليدية تتسم بقلّة الأثاث ورداءته وضيق المساحات، وضعف التهوية والتنظيم الداخلي، مما يحدّ من قدرتها على التوسع وتقديم خدمات فاعلة جاء ذلك بمتوسط حسابي عام 2.58 وانحراف معياري 0.864 ، ومستوى ممارسة متوسط ، كما تبيّن وجود قصور في التجهيزات التقنية واقتصارها على أدوات بسيطة، مع غياب قواعد البيانات الرقمية والتقنيات التفاعلية، إلى جانب ضعف شبكات الإنترنت بمتوسط حسابي عام بلغ 2.70  وانحراف معياري0.993  ومستوى ممارسة متوسط ،وغياب التمويل  وبطء الإجراءات الإدارية ومحدودية برامج التدريب للعاملين بمتوسط حسابي عام بلغ 4.30  وانحراف معياري0569 ،  وتبيّن كذلك غياب رؤية استراتيجية واضحة للتحول الرقمي رغم وجود وعي نسبي بأهمية الرقمنة يمكن استثماره في التطوير المستقبلي

وتوصي الدراسة بضرورة تخصيص ميزانية سنوية مستقلة لتطوير المكتبات الجامعية، وتأسيس بنية رقمية متكاملة تشمل الإنترنت عالي السرعة، وقواعد بيانات علمية حديثة، مع تحديث البنية المادية عبر تحسين الأثاث والتهوية والمساحات. كما أكدت على أهمية تأهيل الكوادر البشرية بالتدريب المستمر، وإعداد خطة استراتيجية واضحة للتحول الرقمي تضمن إشراك العاملين في مراحلها، وتدعم رؤية الجامعة نحو بيئة تعليمية وبحثية رقمية متكاملة.