الأصوات العربية المصوتة والعلاقة بينهما
DOI:
https://doi.org/10.65405/ffxgf653الملخص
مِمَّـا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّ كَثِيرًا مِنْ عُلَمَاءِ التَّجْوِيدِ سَمَّوُا الْأَصْوَاتَ الذَّائِبَةَ بِـالْمُصوِّتَةِ جَرَيًا عَلَى سُنَّةِ عُلَمَاءِ الْعَرَبِيَّةِ، فَهَذَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْقُرْطُبِيُّ (ت: 462 هـ) يَقُولُ عَنْ حُرُوفِ الْمَدِّ: "وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ مصوِّنَةً؛ لِأَنَّ النُّطْقَ بِهِنَّ يُصَوِّتُ أَكْثَرَ مِنْ تَصْوِيتِهِ بِغَيْرِهِنَّ لِاتِّسَاعِ مَخَارِجِهِنَّ، وَامْتِدَادِ الصَّوْتِ بِهِنَّ"([i])
كَمَا اسْتُخْدِمَ لِهَذِهِ الْحُرُوفِ الثَّلَاثَةِ مُصْطَلَحَ (الْمَمْدُودَةِ). قَالَ أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): "سُمِّيَتْ مَمْدُودَةً؛ لِأَنَّ الصَّوْتَ يَمْتَدُّ بِهَا بَعْدَ إِخْرَاجِهَا مِنْ مَوْضِعِهَا"([ii])، وَمِنْ عُلَمَاءِ التَّجْوِيدِ مَنْ أَطْلَقَ عَلَى هَذِهِ الْحُرُوفِ (الْأَلِفِ، وَالْوَاوِ، وَالْيَاءِ) حُرُوفَ الْمَدِّ وَاللِّينِ؛ لِأَنَّ مَدّ الصَّوْتِ لَا يَكُونُ إِلَّا فِي هَذِهِ الْأَحْرُفِ الثَّلَاثَةِ، وَلِأَنَّهُنَّ يَخْرُجْنَ خُرُوجًا لَيِّنًا مِنْ حَيْثُ اللَّفْظُ، وَذَلِكَ مِنْ غَيْرِ كُلْفَةٍ عَلَى اللِّسَانِ([iii])، وَبَعْضُ عُلَمَاءِ التَّجْوِيدِ اسْتَعَارَ مُصْطَلَحَيْ الْخَلِيلِ بْنِ أَحْمَدَ الْفَرَاهِيدِيِّ (ت: 175هـ) (الْجَوْفِيَّةِ وَالْهَوَائِيَّةِ)، وَأَطْلَقَهُمَا عَلَى حُرُوفِ الْمَدِّ؛ رُبَّمَا لِأَنَّ هَذَيْنِ الْمُصْطَلَحَيْنِ يُشِيرَانِ إِلَى أَهَمِّ خَصَائِصِ هَذِهِ الْأَصْوَاتِ الصَّائِتَةِ، وَهُوَ خُرُوجُ النَّفَسِ مَعَهَا حُرًّا طَلِيقًا مِنْ غَيْرِ أَنْ تَعْتَرِضَهُ عَوَائِقُ، مِنْ شَأْنِهَا أَنْ تُعِيقَهُ، أَوْ تَمْنَعَهُ مِنْ انْسِيَابِهِ فِي الْحَلْقِ وَالْفَمِ([iv]) .
هَذَا وَرُغْمَ اخْتِلَافِ مَسَمَّيَاتِ هَذِهِ الْحُرُوفِ بَيْنَ عُلَمَاءِ الْعَرَبِيَّةِ، وَعُلَمَاءِ التَّجْوِيدِ إِلَّا أَنَّهُمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الْحُرُوفَ (الْمُصوِّتَةِ) ثَلَاثَةٌ: الْأَلِفُ، وَالْوَاوُ، وَالْيَاءُ الْمَسْبُوقَة بِحَرَكَاتٍ مِنْ جِنْسِ هَذِهِ الْحُرُوفِ، وَمِمَّا لَا رَيْبَ فِيهِ أَنَّ بَيْنَ هَذِهِ الْأَصْوَاتِ الثَّلَاثَةِ وَبَيْنَ حَرَكَاتِهَا عَلَاقَةً وَاضِحَةً، لِذَلِكَ لَمْ يُغْفِلْهَا جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ، وَدَلِيلُ ذَلِكَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: "إِنَّ الْفَتْحَةَ مِنَ الْأَلِفِ، وَالضَّمَّةَ مِنَ الْوَاوِ، وَالْكَسْرَةَ مِنَ الْيَاءِ"([v]) .
([i])الموضح في علم التجويد، مخطوط في مكتب الأوقاف في الموصل (الرقم 22/2)، الورقة 159.
([ii]) التيسير في القراءات السبع، لأبي عمرو الداني، تحقيق أوبرتزل، مطبعة الدولة بإستانبول، 1930م، ص101.
([iii])ينظر: الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة، لمكي بن أبي طالب، تحقيق د. أحمد حسن فرحات، دمشق 1393هـ/1973م، ص101.
التنزيلات
التنزيلات
منشور
إصدار
القسم
الرخصة

هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial-ShareAlike 4.0 International License.








